جامعة الجوف

المستجدات

برعاية رئيس جامعة الجوف أ. د. محمد بن عبدالله الشايع ملتقى المسؤولية المجتمعية والأمن الفكري يختتم فعالياته.

برعاية رئيس الجامعة أ.د/ محمد الشايع، اختتم ملتقى "المسؤولية المجتمعية والأمن الفكري – تحديات معاصرة"فعالياته ، عبر الاتصال المرئي، وشارك فيه مجموعة من الباحثين والباحثات المحليين، ناقشوا على مدار جلستين حزمةً من الموضوعات والقضايا التي تمركزتْ حول مفهوم الأمن الفكري وما يواجهه من تحديات.
وانطلق حفل الافتتاح بكلمة مشرفة وحدة المسؤولية المجتمعية بالجامعة وأمينة الملتقى د. سلطانه الرويلي، التي أكدت في كلمتها على أن الأمن الفكري يُعَدُّ أهم أنواع الأمن: "لِما له من الصلة الوثيقة بهوية الأمّة، وشخصيتها الحضارية؛ وهو عنوان تقدم الأمم، ومبعَثُ أمنِها وأمانها، وركيزة اطمئنانها واستقرارها، وهو الشاهد الباهر على سلامة عقول أفرادها، ونزاهة أفكار أبنائها، ومدى ارتباطهم بمكوِّنات أصالتهم، وثوابت حضارتهم".
وأشارت د. الرويلي إلى عناية الشريعة الإسلامية بحفظ العقول، وأمنها، حيث اعتبرتْ ذلك إحدى الضرورات الخمس التي اتفقتْ عليها الشرائع، لتحقيق مصالح العباد في المعاش والمعاد، وبها يتحقق التلاحم والوحدة في الفكر والمنهج والسلوك والهدف والنتيجة والغاية.
ولفتت في ختام كلمتها إلى أن كل هذه الدوافع قد شكّلت منطلقاً لعقد هذا الملتقى، والذي يأتي ضمن سعي الجامعة المستمر لتحقيق رؤيتها المتمثلة في الوصول إلى أعلى كفاءة مسؤولة في خدمة المجتمع، بما فيها جانب الأمن الفكري؛ وانطلاقاً كذلك من الرؤية الطموحة لقيادة البلاد.
بعد ذلك عُرضت مادة مرئية تناولت مهام ودور الوحدة والجامعة في مجال الخدمة والمسؤولية المجتمعية، وتعريفاً بالملتقى وأهدافه.
ثم ألقى سعادة وكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي د. سالم العنزي كلمة أكد فيها دور الجامعة ووكالة الدراسات العليا والبحث العلمي في تفعيل البرامج والأنشطة التي تستهدف كافة شرائح المجتمع، ومشيراً إلى أهمية موضوع الملتقى الذي يعد أحد أبرز القضايا التي تشغل المجتمعات حول العالم، مستعرضاً أبرز ما حققته الوكالة والوحدات والمراكز التابعة لها على مدار العام من برامج وفعاليات تهم كافة أفراد المجتمع.
عقب ذلك ألقت أ.د/نورة الخمشي - أستاذة التخطيط الاجتماعي بجامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن، كلمة المشاركين، أكَّدت فيها على أهمية الأمن الفكري، والتعايش السلمي بين الشعوب، بوصفه أبرز القضايا التي تهم المجتمع الدولي، مضيفةً: "وتسعى كافة المجتمعات نحو تفعيل ذلك كمطلب أساسي من مطالب السلام العالمي، وتسعى المملكة إلى أن تكون الرائدة في تحقيق الأمن الفكري"، مشيرةً إلى دور الأسرة التي يقع على عاتقها العبء الأكبر في تنشئة شخصية معتدلة، كما أكدت على أهمية دور المؤسسات الأخرى ذات الاختصاص في تكريس المواطنة الصالحة، كجزء من المسؤولية المجتمعية الملقاة عليها.
وأعربت الدكتورة الخمشي عن شكرها للجامعة ومنظمي الملتقى، مؤمِّلةً أن يحقق أهدافه الرامية إلى بناء مجتمع ينعم بالاستقرار والرفاه، والقدرة على مواجهة التحديات باختلاف أنواعها وأصنافها.
واختُتم حفل الافتتاح بكلمة لسعادة رئيس الجامعة، أعرب فيها عن تفاؤله بأن يحقق الملتقى جانباً من الأهداف التي تسعى لها الدولة بكافة مؤسساتها، في تكريس الأمن الفكري وتحقيق السلام المجتمعي، لوقاية الشباب والشابات من الانحراف الفكري، داعياً المشاركين والمشاركات إلى طرح تصورات واستقراءات حول أحدث السبل في حفظ المجتمع وتحقيق أمنه الفكري، ومؤكداً أن الجامعة تلعب دورها الأساسي من خلال إقامة هذا الملتقى، الذي يناقش مفهوم الأمن الفكري كأحد أهم أنماط الأمن الاجتماعي في مختلف دول العالم.
بعد ذلك انطلقت الجلسة الأولى التي ترأستها د. نوف الروضان، وتناولت دور الأسرة والمجتمع في مواجهة مهددات الأمن الفكري، وتنمية الشعور بالانتماء الوطني، من خلال أوراق علمية متعددة، ابتدأت بورقة الدكتورة نورة الخمشي حول دور الأسرة في تحقيق الأمن الفكري للأبناء وحمايتهم من التطرف، كما ألقت د. هدى الغفيص ورقة حول إسهام الأسرة في التنشئة الفكرية والاجتماعية، ثم ألقت د. سلطانة الرويلي ورقتها التي تناولت دور المرأة في محاربة الفكر المتطرف وتعزيز المواطنة، فيما اختتمت الجلسة بورقة للدكتور محمد الشراري، والتي استعرض من خلالها سبل التوعية الاجتماعية في الوقاية من الفكر المتطرف.
بعد ذلك انطلقت الجلسة الثانية التي ترأسها عميد شؤون الطلاب د. هزاع الفويهي، بورقة للدكتور نامي الشريف، الذي تناول الحاجات النفسية وصورها وطرق إشباعها؛ ثم ألقت د. ليلى العوفي مشاركتها حول الشبهات الفكرية المعاصرة ومهددات الأمن الفكري؛ أعقبتها ورقة للدكتورة نوال الرشود، والتي تطرَّقتْ فيها إلى دور الجامعات في تحقيق أمن الطالب الجامعي، الفكري والوطني؛ فيما انتهت الجلسة بورقة قدَّمها د. عواد الرويلي، تناول فيها أساليب استثمار العقول والمعارف والأفكار وتوظيفها.
وفي ختام الملتقى ألقت د. سلطانة الرويلي جملة من التوصيات التي خَلُص إليها المتحدثون والمتحدثات، والتي تضمنت التأكيد على ضرورة توعية الأسرة لأفرادها، فيما يتعلق بالتعامل الأمثل مع وسائل التواصل الاجتماعي، تحقيقا لمبادئ المواطنة الرقمية، وأهمية تفعيل دور المؤسسات التعليمية في توعية الشباب والشابات، حيال استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، من خلال لغة وأسلوب يناسبان احتياجاتهم وتطلعاتهم.
كما تضمنت التوصيات الاهتمام بدور المرأة السعودية في صناعة الوعي الرقمي، والتأكيد على دعمها، تماشياً مع متطلبات رؤية المملكة العربية السعودية ٢٠٣٠ فيما يتعلق بتمكين المرأة السعودية، بالإضافة إلى تفعيل دور وسائل التواصل الاجتماعي في نشر ثقافة الوسطية والاعتدال، ونبذ التطرف والغلو، والتحزب والتفرق، مع التحذير من الفكر المنحرف، والتأكيد على تضمين المناهج التعليمية في التعليم العام والجامعي كلَّ ما من شأنه تعزيز الوعي، والأمن الإلكتروني، وآليات التعامل الأمثل مع وسائل التواصل الاجتماعي، والحرص على استثمار الكوادر الوطنية من الشباب والشابات في صناعة الوعي الفكري للجيل القادم، وضرورة التواصل الدائم مع هيئة الاتصالات فيما من شأنه حجب المعرفات الشاذة، والتي تدعو إلى تقويض القيم والفكر، لحماية الطلاب والطالبات من مخاطر الانحرافات الفكرية، التي تسببها وسائل التواصل الاجتماعي، والألعاب الإلكترونية، كما أوصى المشاركون بأن يكون عقد ملتقى المسؤولية المجتمعية والأمن الفكري سنوياً، لتعزيز المواطنة ومحاربة الفكر المنحرف.

العودة ...